وصف المدون

إعلان الرئيسية

إختارنا لك

 



  

تحقيق العائد المادي على حساب النفس البشرية


كتبت: ندى عبد المولى سعيد



مع توحش الرأسمالية أصبحت الشهرة هي أسهل ملاذ للإنسان من الحياة الصعبة، ومن منا لا يريد الحصول على آلاف الدولارات والآلاف من المتابعين المعجبين الذين سيفعلون أي شيء لمشاهدة آخر ما تنشره لهم؟ من منا لا يريد أن يكون معروفًا ومرحبًا به من قبل الجميع؟ من منا لا يريد أن يشعر بإعجاب الغرباء والتعرف عليهم؟ ولكن هناك مشكلة حقيقية ظهرت في مجتمع السوشيال ميديا، انتشرت ترندات لإذلال النفس وفضح أسرار البيوت من أجل المشاهدات، حتى في الطبقات الاجتماعية المحافظة.


استغلال مقابل الشهرة


وكانت آخر تلك المحاولات المستميتة لزيادة التفاعل السيدة "هبة سيد" على قناتها "أم زياد" حيث نشرت مقطعًا على قناتها وهي تحكي فيه عن اكتشافها إقامة أحد أبنائها علاقة جنسية مع شقيقته، وأنها شاهدت محادثة بين ابنها وأخرى عبر هاتفه المحمول تتضمن رغبته في إقامة علاقة جنسية معها، وتستنطق صغيرين من أشقائهما على رؤيتهما الواقعة.

وجاء في بيان المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن مالكة القناة، تحرض على الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال، بغرض تحقيق العائد المادي، ثم تم إلقاء القبض عليها من الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية لاستجوابها عن معاملتها لأطفالها.


استجداء التفاعل


لا تقتصر ظاهرة استرخاص النفس على السوشيال ميديا التربح على الطبقات المتوسطة وما تحتها سعيًا للترقي الطبقي، لكنها متواجدة في الطبقات العليا لغرض الشهرة، ولفهم تلك الحالة وضح دكتور عماد فرح أن نظرية التحليل النفسي الفرويدي، تعتبر أن أول ما يسعى إليه الطفل هو التقبل من الإنسان الأول في حياته وهو الأم، وهي نظرة الاهتمام، هي نظرة "أنت مهم" لك وجود وقيمة في حياتي. هذه النظرة هي الأساس والجذور لشخصية ذات ثقة بالنفس وتقدير ذات مرتفع.

فأثناء مرحلة الطفولة وفي حال لم يحصل الطفل على اهتمام أو عاطفة، أو عانى ولم يكن له رأي أو كيان، وغير حاصل على كم مناسب من الانتباه، سيؤدي كل ذلك إلى احتمالية إنسان بالغ دائم السعي بشكل غير واعٍ للاعتراف بوجوده من قبل الآخرين. وتصبح قيمته الذاتية وثقته بها مرتبطة باعتراف الآخرين به وبوجوده، فيحاول التعويض عن النقص في تقدير ذاته من خلال إثبات أنّه إنسان مشهور ويثير الجدل.

 وقد يسوء الحال ببعض الأفراد أنهم يبالغون بنشر محتوى الخاص بهم على يقين بأنّه سيجذب التعليقات السلبية والإهانات نتيجة محتواه غير المقبول اجتماعيًا. فالهدف هو مجرد الشهرة سواء كانت بشكل إيجابي أو حتى سلبي متضمنًا النقد اللاذع.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

Back to top button