وصف المدون

إعلان الرئيسية

إختارنا لك

الصفحة الرئيسية في حواره لـ "رسائل خفية".. هل يحق رفض قبول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الخاصة والحكومية؟ أستاذ الصحة النفسية يجيب

في حواره لـ "رسائل خفية".. هل يحق رفض قبول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الخاصة والحكومية؟ أستاذ الصحة النفسية يجيب

 


د.أمير سعودي: الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لهما دور كبير للوعي بهذه الأطفال

أستاذ الصحة النفسية: الكليات المتخصصة في التربية الخاصة غير متعمقة لتأهيل الأخصائي بشكل جيد 


حوار: ندى عزيز وأحمد جميل ومحمد أسامة


تولي الدولة أهمية كبيرة لمدارس التربية الخاصة أو المدارس الفكرية التي تلعب دورا ملموساً في إعادة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم كما يطلق عليهم الرئيس السيسي، وإعدادهم لدخول سوق العمل والانخراط في المجتمع. ولا شك أننا شهدنا تطورنا في تعامل المجتمع مع هذه المسألة الحيوية التي تمس كثيراً من الأسر المصرية. وفي حوارنا مع الدكتور أمير سعودي، الحاصل على دكتوراه فالصحة النفسية بجامعة عين شمس، تحدث عن المحاور الأساسية في المدارس الفكرية على النحو الآتي.

التأهيل النفسي والسلوكي للمعلم هو العامل الأهم للقدرة على التعامل مع هذه الأطفال


هل أصبح هناك وعي أكثر بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة؟

نعم، لقد تقدمنا كثيرا في السنوات الأخيرة وقد أصبح هناك وعي أفضل بأهمية الدمج وبحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وبطريقة التعامل معهم والفضل يرجع إلى لله أولا ثم إلى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فهذا الوعي لم يكن موجودا في أخر 15-20 عاما، وبسبب هذا الضغط الإعلامي، أصبح للمجتمع وعي بذوي الاحتياجات الخاصة وبمتطلباتهم وبعملية الدمج التعليمي.


هل بدأت الوزارة العمل لتطبيق قانون دمج متحدي الإعاقة في المدارس العادية؟ وما هو وضع الأطفال متعددي الإعاقة؟ لأنه لا يتم قبولهم - يتم قبول الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية دون الإعاقات الحركية؟

صدر قانون الدمج منذ سنوات عديدة، والذي بموجبه يُلزم بدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة بنسبة معينة، وينص على أن كل طفل منهم له الحق في التعليم العالي. أما عن نسبة تطبيق قانون الدمج، فهو أمر آخر لا يتعلق بإصدار القانون نفسه، فهناك قوانين عديدة في مجالات مختلفة ولكن نسب الالتزام بها متفاوتة، وهو الحال بشأن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة ونسب تطبيقه، حيث يرتبط ذلك ببعض المعوقات لتطبيق هذا القانون، والتي ترتبط بمديري المدارس الحكومية أو الخاصة وبعض المدرسين الذين يبدون عدم رغبتهم في عملية الدمج.

فهناك موقف جمعني بأحد مُديري المدارس الخاصة، الذي قال لي إنه لا يرغب في دمج أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الطبيعيين بمدرسته، وذلك لأنهم يسببون بعض المشاكل التي تدفع أولياء الأمور للمطالبة بسحب ملفات أبنائهم من المدرسة الخاصة، وهو ما يسبب أزمة إدارية بالنسبة له. أما عن الإجراء الواجب اتخاذه في حال رفض المديرين بالمدارس دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كحق له حسب القانون، فهو يتمثل فقط في الشكوى للمديرية ومن ثم وزارة التربية والتعليم، وذلك لأن عملية الدمج تسير أيضًا بشكل روتيني لإجرائها، وهناك قوائم انتظار لنقل الأطفال إلى المدارس العامة الحكومية أو الخاصة عند الدمج، وهو ما يجعل الأمر معقدًا لمعرفة طريقة سير الأمور لوضع المعلومات في الشكوى أو معرفة أسباب المعوقات التي تمنع ذلك الأمر.


كيف تعرف بأن المعلم مؤهل نفسيا وأخلاقيا لأخذ مهمة تعليم أولئك الأطفال؟

وفيما يتعلق بقدرة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عند دمجهم في المدارس، فهناك بعض النقاط التي يجب الإشارة إليها، وعلى رأسها قدرة المدرسين على التعامل معهم، حيث نرى مشاكل يومية تتمثل في عدم قدرة بعض منهم في التعامل مع الأطفال الطبيعيين الذين لا يعانون من أي إعاقة ذهنية أو حركية، حيث أن التأهيل النفسي والسلوكي هو العامل الأهم في ذلك الأمر، وهو ما يميز أخصائي التربية الخاصة في تعامله مع هؤلاء الأطفال لأنه مُعد نظريًا وعمليًا ومُدرب بعد حصوله على الشهادة الجامعية في هذا التخصص.


هل يوجد تدريبات مخصصة للمدرسين في تلك المدارس، وما هي؟

وأضاف بأن هناك مجموعة من التدريبات المختلفة التي يجب أخصائي التربية الفكرية يجب أن يحصل عليها، مثل الدورات التدريبية عن تصنيفات الإعاقات، ولكن للأسف الكليات المتخصصة في التربية الخاصة غير متعمقة في هذه البرامج التدريبية بالطريقة المطلوبة، حيث يجب أن يمتلك الأخصائي وعي عن تصنيفات الإعاقات المختلفة، والتي يمكن أن يتم تقسيمها على حسب النوع، والتي تضم الإعاقات الذهنية والحركية والإعاقات المركبة، وهناك أمثلة لذلك الأمر مثل: إعاقات التوحد، وإعاقة الشلل الدماغي، وإعاقة فرط النشاط الحركي. وأما بالنسبة لأولياء الأمور، فيحصلون على تدريب أسمه ال parent training وذلك لتوعية أولياء الأمور الأخرين حول كيفية التعامل مع زملاء أبنائهم وجيرانهم وذلك يعد توعية شاملة.

وشدد بأنه يجب على أخصائي التربية الخاصة أو الفكرية، أن يكون لديه علمًا عن تصنيفات الإعاقات بشكل تفصيلي، وتشخيصها وطريقة التعامل معها، وكذلك كيفية إعداد البرامج التدريبية مع كل فئة تندرج في أنواع الإعاقات للأطفال، كما يكون هناك برنامج تدريبي لكل طفل، والتي تكون على حسب معايير مختلفة يتم تحديدها على أساس مبدأ الفروق الفردية لدى الأطفال؛ لإنتاج خطة تدريب فردية لكل طفل تحقق الأهداف المطلوبة من تعليمه.

وعلى صعيد البرامج التدريبية فيما يتعلق بأخصائيين التربية الخاصة، فهناك إطار نظري وآخر عملي، ولا يجب التركيز على واحد على حساب الآخر، بل يجب أن يتم الجمع بين الإطارين وتطبيق ما هو في الإطار النظري الذي يتمثل في المصطلحات وتصنيفات الإعاقات بشكل عملي بالأسس المعروفة. وهناك فرق بين التربية الفكرية والتربية الخاصة، حيث إن التربية الفكرية هو الاسم الذي يُطلق على المدارس الحكومية المتخصصة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، أما أخصائي التربية الخاصة هو المتخصص في التدريس للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، واللفظ الأخير أفضل وأشمل، ويجب التفرقة بينهما على أساس علمي تخصصي لأنه أمر مهم.


د.أمير سعودي: فكرة الدمج قائمة على أساس عدم التمييز


بعض الأخصائيين وأولياء الأمور يعيبوا اختلاط الأولاد بحالاتهم المختلفة فمثلا المصابين بمتلازمة داون في نفس الفصل مع المصابين بالتوحد، فما رأيك؟

الإعاقة ليست معدية، فالمريض بالتوحد لن يعدي الطفل الأخر الذي يجلس بجانبه ويجعله يقلد سلوكياته، فالطفل يقلد كل شيء سواء بما فيه الإيجابي والسلبي، فالأطفال لديهم مهارة تقليد عالية ولذلك فلا يوجد أي داعي للقلق حيال تقليد أبنك له وفي كل الأحوال فهو غير مضر وغير معدي. ومن الصحة الاجتماعية والنفسية أن تكون هناك مرونة في التعامل مع الناس بمختلف طوائفهم، فالمجتمع الذي لديه هذه المرونة مجتمع صحيح نفسيا واجتماعيا، ولا يوجد شيء أسمه قللت الذكاء فهذا مصطلح غير علمي، فعلى سبيل المثال لا يمكنني قول إن أبني يتعرض لمنهج عقيم أو رتيب أو ممل وأنه ساهم في تقليل ذكاءه، فهذا كلام غير علمي ولا يوجد أدنى علاقة بين الاثنين. والطريقة الأفضل لصياغتها هو أن المنهج التعليمي ليس مناسبا ويفتقد الأنشطة وطريقته تدعو للملل ويحد من تفعيل المهارات والتفاعل الوظيفي ومن استخدام المهارات بشكل أكبر. فالتمييز بين الأطفال سواء بسبب الإعاقة مرفوض بتاتا في التعامل الإنساني، فكل طفل من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة له الحق في الحصول على تعليم مثله مثل غيره.

ولن يكون بوسعنا أن نعمل تصنيف لأنه صعب جدا أن تضع حالات التوحد كلها في مكان وحالات الإصابة بمتلازمة داون (Down syndrome) في مكان، ففكرة الدمج هي عدم التمييز، حيث أن التصنيف ضد الدمج. وفكرة الدمج قائمة على الاختلاط غير المميز، وذلك يعني أنه لا يمكن تمييزه، أو وصفه، أو انتقاءه. فمثلته مثل باقي الأطفال في التعليم حيث يتلقى نفس الخدمة والحقوق وإن كانت نفس النتائج أو أداءه مش نفس الأداء، فهؤلاء الأطفال لديهم الحق في الحصول على


ما هو شكل الامتحانات التي يقابلها ذوي الاحتياجات الخاصة؟

التعليم الفردي يتواجد في المراكز أو المدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة فقط، وفي حال تواجده في المدرسة، فأنه يأخذ شكل المنهج العادي. وأما بخصوص الامتحانات، فإن بعض أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يسري عليهم منهج خاص أو بيتم تجهيز امتحان يراعي ظروفهم الصعبة ويحتوي على جزء شفوي واختيار من متعدد دون الجزء التحريري ويكون معدل طبقا لظروفهم، كما يتم تجهيز لجنة خاصة وامتحان خاص والذي ينظم كل هذا هو التعليم الخاص التابع لوزارة التربية والتعليم.


د.أمير سعودي: من حق المراكز والمؤسسات القائمة على رعاية هذه الأطفال المطالبة بالتبرعات 


هل يحق للمراكز والمؤسسات الخاصة بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أن تطالب بالتبرعات؟

نعم، هناك بعض المراكز والمؤسسات التي تقدم خدمات تدريبية وتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة من الجمعيات، وينظمها قانون الجمعيات الأهلية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وبالتالي من حقها أن تطالب بالتبرعات.  


كيف تعرف إذا كان الطفل يحتاج إلى الدمج أو لا، أو بصورة أخرى، ما هي الاختبارات التي يتعرض لها؟

واختتم حديثه بأنه يجب أن يتم اختبار ذكاء ومعايير تشخيصية واختبارات متخصصة في هذه الإعاقات، وتحدد هذا الاختبارات درجة الإعاقة ويوجد أيضا أخصائي نفسي يتعرض له وبالتالي يوجد تقرير يحدد حالة الطالب، وهكذا توجد معايير للحكم على الطالب إذا كان يحتاج إلى الدمج أو لا (درجة الذكاء، التقرير النفسي، والمعايير الطبية). والمشكلة أن القبول بعملية الدمج ليس منظما لهذه الدرجة، يعني مش بهذه الدقة، وأيضا لا توجد معايير ثابتة وواضحة لهذا الموضوع ولكنها ترجع لطبيعة المدرسة، وطبيعة الحالة، مستوى الطالب، مستوى تدريبه، ودرجة ذكاءه.

 

 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

Back to top button